مع استمرار تفشي فايروس كورونا وما يمر به العالم حاليا من فترات حظر وتباعد اجتماعي، علينا ان لا نُغفل الاهتمام بالجانب النفسي، فقد يشعر الغالبية بحالة من الشعور بالوحدة والحاجة إلى التواصل مع الآخرين، فالوحدة دافع بيولوجي للبحث عن الآخرين مثلما يٌمثل الجوع حافز بيولوجي للبحث عن الطعام.
يفرض الواقع الجديد علينا للبقاء في منازلنا إلى أن نتعامل مع التقنية بشكل أكبر، فأصبح التواصل مع الأصدقاء وزملاء العمل من خلال الانترنت فقط، ويكمن التحدي في استخدام مثل هذه المنصات التقنية إلى افتقارها للميّزات الإنسانية اللازمة للتواصل الاجتماعي العميق.
ولكن هناك عدة طرق لتقليل من سلبيات هذا التباعد الاجتماعي من خلال الاستفادة من بعض الطرق المبنية على الأبحاث والتي يشير إليها علم السلوك، أدناه بعض الاستراتيجيات التي يمكن الاستفادة منها سواء عن طريق المنصات الرقمية او غيرها:
استخدام مكالمات الفيديو والمكالمات الهاتفية مع أجهزة مثل سماعات الرأس
يُفضل استخدام سماعات الرأس بدلاً من مكبرات الصوت وذلك لأنها توفر وصولاً أفضل للإشارات غير اللفظية – مثل درجة وقرب الصوت حيث تجعل الأفراد يشعرون بأنهم أقرب اجتماعيًا من المتصل.
مشاركة التعليقات والنقاشات بدلاً من ضغط زر “الإعجاب” او اعادة التغريدة
تشير الأبحاث إلى أن النشاط على منصات التواصل الاجتماعي من خلال التعليق والنشر بدلاً من مجرد ضغط زر الإعجاب والتصفح بشكل عام يعزز من الاتصال بين الأشخاص ويمنح الآخرين الفرصة للرد بشكل مفيد على مشاركاتك ، وبدء محادثات فعلية، مما يعزز من بناء علاقات فعّالة.
تقليل المدة التي تقرأ فيها الأخبار لتقليل القلق
تُنشر المعلومات بشكل سريع عبر الانترنت – مما يعني أن هناك كم هائل لا ينتهي من المعلومات في متناول يدك. في بعض الأحيان ، يمكن أن يكون هذا إيجابيًا لأنه يسمح لك بالتعلم والوقوف على أحداث اليوم. ولكن في حين أن البقاء على اطلاع أمر مهم بالتأكيد ، إلا أن الهوس بالأخبار خلال فترة متقلبة بشكل خاص مثل هذا الوقت خلال جائحة كورونا يمكن أن يزيد من القلق لدى الأفراد، ولتقليل القلق ، ضع قواعد لنفسك حول عدد المرات والمدة التي ستقرأ فيها الأخبار. علاوة على ذلك ، من المحتمل ألا تكون جميع هذه المعلومات جديرة بالثقة. فقد ثبت أن الإشاعات والأخبار الكاذبة تنتشر بسرعة أكبر وعلى نطاق أوسع من الأخبار الموثوقة. لتعزيز الدقة يجب التأكد من موثوقية الخبر ومصدره.
التعبير عن الامتنان و عمل الخير
يحثنا ديننا الحنيف على العطاء وعمل الخير ولا يكمن العطاء فقط بالمال انما بمساعدة الآخرين ولو معنويا فهناك دائمًا فرص لعرض مساعدتك للآخرين. مثل المساعدة في التبضع وإرسال الاحتياجات الضرورية للمتعففين من خلال تطبيقات التوصيل، كما يمكنك التعبير عن امتنناك للموظفين الذين يعملون في القطاعات الفاعلة حاليًا مثل القطاع الصحي والأمني وقطاع التعليم وغيرها من القطاعات، في مثل هذة اللفتات البسيطة يحصل الفرد على قدر عالي من الرضا بالنفس ويخفف من الوحدة لاحساسه بمشاركة الآخرين، في الصورة ادناه، عملت السيدة على مساعدة جارتها المسنه من خلال اعطائها 3 اوراق ملونه لتضعها على شباك منزلها، فالورقة الخضراء تدل على أن جارتها المسنه بخير، الورقة الصفراء تدل على حاجتها للمساعدة للحصول على غرض من أحد متاجر التسوق، اما الورقة الحمراء فتدل على الحالات الطارئة.
في مثل هذه التفاصيل الصغيرة يمكننا تقليل الشعور بالوحدة ومشاركة الآخرين والتواصل معهم مما يشعرنا بالايجابية لمقاومة الفترة القادمة من هذه الأزمة، لمجرد أننا “بعيدون اجتماعيًا” لا يعني أننا يجب أن ننفصل اجتماعيًا.
المصادر