لماذا يهمل بعض المرضى أخذ الأدوية التي يمكن أن تمنع عنهم الأمراض الخطيرة وتحسن من جودة حياتهم؟ ولماذا لا يسعى الأفراد لممارسة الرياضة يوميا على الرغم من معرفتهم بأثرها الإيجابي على صحتهم؟ وهل يوجد وسائل يمكن أن تساهم في رفع اداء القطاع الصحي؟
منذ أكثر من عقد من الزمان، اتجه بعض علماء علم النفس إلى دراسة سلوك الأفراد وفهم الأسلوب الأمثل لتوجيههم نحو اختيار قرارات أفضل منها اتباع اساليب صحية وتشجيع مقدمي الخدمات الصحية على الاستثمار في نماذج رعاية مبتكرة.
ومن هنا ظهر علم الاقتصاد السلوكي والذي يجمع بين علم الاقتصاد وعلم النفس للوصول الى استنتاجات هامة حول آلية اتخاذ القرار لدى الأفراد، في حين تفترض النظرية الاقتصادية التقليدية أن الأفراد مستهلكون عقلانيون يتخذون خياراتهم من أجل تعظيم منفعتهم، الا أن العديد من الدراسات التجريبية والميدانية أوضحت بأن الأفراد غالبا ما يجدون صعوبة في اتخاذ قرارات حكيمة. ومن المرجح أن تكون هذه القرارات أكثر صعوبة عندما يواجه الأفراد خيارات يكون فيها عنصر مخاطرة، والمقايضة بين التكاليف والمنافع الحالية والمستقبلية، وهذا ما يثبته الاقتصاد السلوكي الذي يوضح بأن العوامل النفسية الشائعة، مثل الخوف من الخسارة أو تفضيل المكاسب الآنية على المستقبلية تؤثر أيضا على قرارات الأفراد.
 للمزيد حول هذا الموضوع يمكنكم الاطلاع على تقرير هوّز المفصل من خلال هذا الرابط